viernes, 18 de mayo de 2007


تراب

ترابٌ


يليق برائحة الأرض
أن تتوغَّل
في دهشتي
ويليقُ بدالية الرُّوحِ
فضْحُ اضطرابي
إذا ما تنهَّدتِ النَّارُ
تحتَ لساني
وهَدْهَدَ حرفي
البريقُ


يليقُ بِسيِّدتي الأرض
شَجْوُ الرِّياحِ
وبحَّة خطْوٍ له حصَّةٌ
تجتبيها الطريقُ
إذا كسرتني الغوايةُ
بين كؤوسٍ تتوِّجني
وترابٍ يُسِرُّ
لهُ الماءُ أني الحريقُ


لرائحة الأرض نايٌ
يُطِلُّ
ليَرْعى عنادلَ
ضلَّتْ ترانيمَ داوُدَ
والأغنياتِ الَّتي خَبَزتْها
جدائلُ السَّحابِ
وجرحٌ عميقٌ



أنا سيِّدُ الإِنتظارِ
أعلِّقُ أحزانَ أرضي
على مشجب الصَّمتِ
بين الوريد
ونبضي
وأصغي لرجع الأنينِ
يؤجِّج خفقي
فيَسْكُنَ صوتي الشهيقُ



أحاصرُ ظِلِّي
بأجنحةٍ
طَيْشُها نورسيٌّ
فيوقِعُ بيَ أزرقٌ
ولسانُ حروفٍ
يُطرِّزُ ما لا أطيقُ



خرافيَّةٌ لغتي
والكلامُ حصانٌ بهيٌّ
رأى فرَسًا
فانبرى عاديا؛
- يا حصانُ تمهَّلْ!
وشيكا يُفَكُّ اللجامُ
فيرتبكُ السِّرْجُ
والحافرُ المرمريُّ
وأنتَ كلامي
وأنتَ مُدَامي
وأنخابُهُ
تتسكَّعُ فيَّّّ كقيثارةٍ
مسَّها غجريٌّ
رأى قمرا يَتَدَلَّى
فَدَسَّ الحنينَ بأوتارها
واقْتَفَى أيِّلةً تنْتَحِي
صخرةً عمَّدَتْها البروقُ


سَتَصْدَأُ نارُ الحنينِ
وَتُوجِعُني هدْنةٌ
تكتفي بالأنين،
إذنْ لِأُجَدِّدْ
أساطيرَِنا
علَّني أَرِثَ اسْمًا
يُوزِّعُ حشرجةَ الليلِ
بين الخرابِ
وصمتِ الغيابِ
لأمْشِ خفيفا
على حافَّةِ اللُّغْزِ
فهذا الشَّرارُ
رقيقُ...

كأني نبيٌّ
أسِيرُ بأرصفةِ الإشْتِعالِ
وهذا الترابُ شهيُّ
أُحدِّقُ فيه
وأهتفُ: سبحانَ حُلْمي
وسبحانَ أرضي
وسبحانَ نخْلٍ
به يشْغُفُ الماءُ
والعُشْبُ،
أهتفُ: يا نهرُ
رتِّلْ على درجِ اللَّيْلِ
وِرْدَ الحياةِ
ففي الطِّينِ فاكهةُ الفقراءِ
وفي النبض شيء
بحبِّ البلادِ خليقُ